مـــــــــــنتدي وائــــــــــــل شـــــــــــــبانــــــة


بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
صدق الله العظيم

عزيزنا الزائر

اهــــــــــــــــــــــلا وســــــــــــــــــــــــــــهلا بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

في منـــــــــــــــــــــــــــــــــتدي
وائـــــــــــل شــــــبـــانــــة

ان كانت هذة زيارتك الاولي فعليك بالتسجيل في المنتدي
للمشاركة وطرح مواضيع جديدة


اخـــــــــــــــــوكم .....وائل شبانة
مـــــــــــنتدي وائــــــــــــل شـــــــــــــبانــــــة


بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
صدق الله العظيم

عزيزنا الزائر

اهــــــــــــــــــــــلا وســــــــــــــــــــــــــــهلا بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

في منـــــــــــــــــــــــــــــــــتدي
وائـــــــــــل شــــــبـــانــــة

ان كانت هذة زيارتك الاولي فعليك بالتسجيل في المنتدي
للمشاركة وطرح مواضيع جديدة


اخـــــــــــــــــوكم .....وائل شبانة
مـــــــــــنتدي وائــــــــــــل شـــــــــــــبانــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــــــــــنتدي وائــــــــــــل شـــــــــــــبانــــــة

منـــتــــــــــــــــــــــــــدي ديــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ثـــــــــــــقــــــــــــــــــــــــــــــــــافي اجــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــماعي رـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاضي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم اهلا وسهلا بكم في منتدي وائل شبانة
سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله
عــــــــــــــــــزيزي الزائـــــــــــــــــــــــــــــــر ان كانت هذة زيارت الاولي فشرفنا بتسجيلك في المنتدي ---الادارة
محمد وائل === محمود وائل === محمد وائل
عــــــــــــــــــزيزي الزائـــــــــــــــــــــــــــــــر ان كانت هذة زيارت الاولي فشرفنا بتسجيلك في المنتدي ---الادارة
مــــــنتـــــدي ديــــــــــــني ثـــــــــــــــــقافي اجـــــــــتمــــــاعي
اقـــــــــــــــــــــــوي برامج انترنت برامج كمبيوتر برامج دينية رائعة سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» الدكتور محمد وائل
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 15, 2012 2:23 am من طرف محمد وائل

» لااله الا الله
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 15, 2012 2:17 am من طرف محمد وائل

» اجمل الكلمات للحاكم
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مايو 31, 2012 4:59 pm من طرف وائل شبانة

» آداب اسلاميه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2012 6:26 am من طرف koriana

» حملـــــــة اخـــــوان منــــافـقــون
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد مايو 27, 2012 11:46 am من طرف وائل شبانة

» حبيبتى بلدى راحت فين
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 29, 2012 8:16 pm من طرف وائل شبانة

» اضحك من قلبك علي اخطاء الطيارين
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 29, 2012 8:08 pm من طرف وائل شبانة

» مخلوقات غريبة تشبة الانسان
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 21, 2012 8:07 pm من طرف وائل شبانة

» اخترع عدد من الرياضيين لعبة جديدة تسمي " يو تي بي "
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 21, 2012 7:59 pm من طرف وائل شبانة

»  فصيلة جديدة من الضفادع تستوطن شوارع نيويورك
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 21, 2012 7:55 pm من طرف وائل شبانة

» من أقوال الشيخ الشعراوي رحمه اللّه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 21, 2012 3:12 pm من طرف وائل شبانة

» شاب ترك امة علي شاطيء البحر
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالإثنين مارس 19, 2012 8:28 pm من طرف وائل شبانة

» التفاحة -- سبب زواج الامام ابو حنيفة النعمان
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالإثنين مارس 19, 2012 7:53 pm من طرف وائل شبانة

» العربي الذكي
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالإثنين مارس 19, 2012 3:36 pm من طرف وائل شبانة

» قصة ادم عليه السلام لشيخ نبيل العوضي
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالجمعة مارس 16, 2012 6:02 pm من طرف وائل شبانة

» قصة بداية الخلق لشيخ نبيل العوضي
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 8:20 pm من طرف عمرو عباده

» قصة ايراهيم عليه السلام لشيخ نبيل العوضي ج 2
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 4:36 pm من طرف عمرو عباده

» قصة ايراهيم عليه السلام لشيخ نبيل العوضي ج 2
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 4:28 pm من طرف عمرو عباده

» ظننتكَ ساهراً علينا يامولاي ، فنمت مطمئنة البال
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 5:43 pm من طرف وائل شبانة

» ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد مارس 11, 2012 5:04 pm من طرف وائل شبانة

»  تخيل .... أنك واقف يوم القيامة وتحاسب
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 11:09 pm من طرف وائل شبانة

» عندنا نؤمن بشيء
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 11:07 pm من طرف وائل شبانة

» عندَمآ يكثرَ آلحديثَ عنكَ فتأكدَ بأنكَ أشَغـلتَ منَ حولكَ
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 10:43 pm من طرف وائل شبانة

» الدين والمراة والحياة
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 10:38 pm من طرف وائل شبانة

» لاتحكم على تصرفات الآخرين قبل معرفة الأسباب
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 10:31 pm من طرف وائل شبانة

» انشقاق مساعد وزير النفط السوري وانضمامه للثورة
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 1:33 pm من طرف وائل شبانة

» أسماء محفوظ تطير إلى فرنسا
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 1:29 pm من طرف وائل شبانة

» آي بي أم" تجعل متحف اللوفر أكثر ذكاءً
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 1:20 pm من طرف وائل شبانة

» آبل تكشف عن الآيباد الجديد
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 1:07 pm من طرف وائل شبانة

» أستاذ أزهري يصف "فيسبوك" و"تويتر" بأبواق الانحراف
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 1:06 pm من طرف وائل شبانة

» اكتشاف جديد قد يفتح الطريق لعلاج "الزهايمر"
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 12:57 pm من طرف وائل شبانة

» اتصالات الكواليس تمنع عمر سليمان من الترشح للرئاسة
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 12:54 pm من طرف وائل شبانة

» مصربلد الطيبيين
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 12:35 pm من طرف وائل شبانة

» اذا كنت لا تحب القذافي لا تشاهده لانك ستغير رأيك
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 7:50 am من طرف وائل شبانة

» المراه والسعاده
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:58 pm من طرف السيدمحروس

» المراه والشيطان
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:56 pm من طرف السيدمحروس

» المراه والمراه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:53 pm من طرف السيدمحروس

» المراه والحب
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:49 pm من طرف السيدمحروس

» عيوب المراه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:46 pm من طرف السيدمحروس

» صفات المراه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:43 pm من طرف السيدمحروس

» امثال شرقيه في المراه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:41 pm من طرف السيدمحروس

» اربعه في المراه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 6:35 pm من طرف السيدمحروس

» نصائح وكلام حلو عن الحب
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 3:34 pm من طرف وائل شبانة

» 2012 شيرين هتروح
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 3:16 pm من طرف وائل شبانة

» ده مش حبيبى جديد شيرين 2012 النسخه الاصليه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 3:12 pm من طرف وائل شبانة

» شيرين - هتروح
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 3:09 pm من طرف وائل شبانة

» الحمدلله
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 4:49 pm من طرف وائل شبانة

» موقع اشكال الماسنجر الجميلة
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالإثنين فبراير 27, 2012 8:39 pm من طرف وائل شبانة

» الشخ الشعراوي رحمة الله
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 1:46 pm من طرف وائل شبانة

» بالفيديو ..مصور ألماني يرسم بالضوء ويدهش العالم
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 4:56 pm من طرف وائل شبانة

» لماذا عمر الإنسان قصير - الشيخ الشعراوي
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:23 pm من طرف وائل شبانة

» أحد أوجه قدرة الله المعجزة في جسم الإنسان - للشعراوي
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:22 pm من طرف وائل شبانة

» اضحك بأعلى صوتك مع أبي إسحاق الحويني مع زوج وزوجته
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:19 pm من طرف وائل شبانة

» مضحك جدا | اتصال إبنة الشيخ محمد حسان على القناة
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:17 pm من طرف وائل شبانة

» اضحك بأعلى صوتك مع الشيخ محمد حسان
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:16 pm من طرف وائل شبانة

» (إضحك جدا من قلبك)!!مع الشيخ محمد حسان
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:15 pm من طرف وائل شبانة

» اضحك يضحك مواقف مضحكه ضحك جامد
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:13 pm من طرف وائل شبانة

» مواقف مضحكة جدا مع الشيخ محمود المصري
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:12 pm من طرف وائل شبانة

» تحليل أمريكي .. الإسلام سيحكم العالم قريبا
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 12:02 pm من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)40
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:54 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)39
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:54 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)38
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:52 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)37
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:52 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)36
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:51 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)35
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:51 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)34
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:49 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)33
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:48 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)32
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:47 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)31
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:47 am من طرف وائل شبانة

» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)30
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 10:45 am من طرف وائل شبانة

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
وائل شبانة - 381
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
حمزة ادريس - 28
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
محمد وائل - 26
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
السيدمحروس - 23
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
محمود وائل - 19
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
ايناس شبانه - 5
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
عمرو عباده - 4
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
طه إدريس - 2
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
koriana - 1
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
فوزي حسني - 1
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
وائل شبانة
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
محمد وائل
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
محمود وائل
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
السيدمحروس
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
حمزة ادريس
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
ايناس شبانه
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
عمرو عباده
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
طه إدريس
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
koriana
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
ابراهيم هلال
 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_rcap حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Voting_bar حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Vote_lcap 
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

 

  حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد وائل
مشرف اول
مشرف اول
محمد وائل


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 10/11/2011

 حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) Empty
مُساهمةموضوع: حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة)    حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 25, 2012 9:46 pm

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)


فاتحة الكتاب هي أم الكتاب، لا تصلح الصلاة بدونها، فأنت في كل ركعة
تستطيع أن تقرأ آية من القرآن الكريم، تختلف عن الآية التي قرأتها في الركعة
السابقة، وتختلف عن الآيات التي قرأتها في صلواتك.. ولكن إذا لم تقرأ الفاتحة فسدت
الصلاة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى صلاة لم يقرأ فيها أم
القرآن فهي خداج ثلاثا غير تام " أي غير صالحة.
فالفاتحة أم الكتاب التي لا تصلح
الصلاة بدونها، والله سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي: " قسمت الصلاة بيني وبين
عبدي نصفين ولعبدي ما سأل.. فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله عز وجل
حمدني عبدي. فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله عز وجل: أثنى علي عبدي، فإذا قال
مالك يوم الدين، قال الله عز وجل مجدني عبدي.. فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين،
قال الله عز وجل هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.. وإذا قال: { اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ } قال الله عز وجل: هذا لعبدي ولعبدي ما
سأل ".
وعلينا أن نتنبه ونحن نقرأ هذا الحديث القدسي ان الله تعالى يقول: قسمت
الصلاة بيني وبين عبدي، ولم يقل قسمت الفاتحة بيني وبين عبدي، ففاتحة الكتاب هي
أساس الصلاة، وهي أم الكتاب.
نلاحظ ان هناك ثلاثة أسماء لله قد تكررت في بسم
الله الرحمن الرحيم، وفي فاتحة الكتاب، وهذه الاسماء هي: الله. والرحمن والرحيم.
نقول أن ليس هناك تكرار في القرآن الكريم، وإذا تكرر اللفظ يكون معناه في كل مرة
مختلفا عن معناه في المرة السابقة، لأن المتكلم هو الله سبحانه وتعالى.. ولذلك فهو
يضع اللفظ في مكانه الصحيح، وفي معناه الصحيح..
قولنا: { بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَـانِ الرَّحِيمِ } هو استعانة بقدرة الله حين نبدأ فعل الأشياء.. إذن فلفظ
الجلالة { اللَّهِ } في بسم الله، معناه الاستعانة بقدرات الله سبحانه وتعالى
وصفاته. لتكون عونا لنا على ما نفعل. ولكن إذا قلنا: الحمد لله.. فهي شكر لله على
ما فعل لنا. ذلك اننا لا نستطيع أن نقدم الشكر لله إلا إذا استخدمنا لفظ الجلالة.
الجامع لكل صفات الله تعالى. لأننا نحمده على كل صفاته ورحمته بنا حتى لا نقول باسم
القهار وباسم الوهاب وباسم الكريم، وباسم الرحمن.. نقول الحمد لله على كمال صفاته،
فيشمل الحمد كمال الصفات كلها.
وهناك فرق بين { بِسْمِ اللَّهِ } الذي نستعين به
على ما لا قدرة لنا عليه.. لأن الله هو الذي سخر كل ما في الكون، وجعله يخدمنا،
وبين { الْحَمْدُ للَّهِ } فإن لفظ الجلالة إنما جاء هنا لنحمد الله على ما فعل
لنا.

فكأن " بسم الله في البسملة " طلب العون من الله بكل كمال صفاته.. وكأن
الحمد لله في الفاتحة تقديم الشكر لله بكل كمال صفاته.
و } الرَّحْمَـانِ
الرَّحِيمِ { في البسملة لها معنى غير } الرَّحْمَـانِ الرَّحِيمِ { في الفاتحة،
ففي البسملة هي تذكرنا برحمة الله سبحانه وتعالى وغفرانه حتى لا نستحي ولا نهاب أن
نستعين باسم الله ان كنا قد فعلنا معصية.. فالله سبحانه وتعالى يريدنا أن نستعين
باسمه دائما في كل اعمالنا. فإذا سقط واحد منا في معصية، قال كيف استعين باسم الله،
وقد عصيته؟ نقول له ادخل عليه سبحانك وتعالى من باب الرحمة.. فيغفر لك وتستعين به
فيجيبك.
وانت حين تسقط في معصية تستعيذ برحمة الله من عدله، لأن عدل الله لا
يترك صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها.
وأقرأ قول الله تعالى:{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ
فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ ياوَيْلَتَنَا مَالِ
هَـاذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا
وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }[الكهف: 49]
ولولا رحمة الله التي سبقت عدله. ما بقي للناس نعمة وما عاش أحد على ظهر الأرض..
فالله جل جلاله يقول:{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ
عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلاكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىا أَجَلٍ مُّسَمًّىا فَإِذَا
جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }[النحل: 61]
فالانسان خلق ضعيفا، وخلق هلوعا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل
أحدكم الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته، قالوا: حتى أنت يا رسول الله قال:
حتى أنا ".
فذنوب الانسان في الدنيا كثيرة.. إذا حكم فقد يظلم. وإذا ظن فقد
يسئ.. وإذا تحدث فقد يكذب.. وإذا شهد فقد يبتعد عن الحق.. وإذا تكلم فقد
يغتاب.
هذه ذنوب نرتكبها بدرجات متفاوتة. ولا يمكن لأحد منا ان ينسب الكمال
لنفسه حتى الذين يبذلون اقصى جهدهم في الطاعة لا يصلون الى الكمال، فالكمال لله
وحده. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين
التوابون ".
ويصف الله سبحانه وتعالى الانسان في القرآن الكريم:{ وَآتَاكُم
مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا
إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }[إبراهيم: 34] ولذلك أراد الحق سبحانه وتعالى
ألا تمنعنا المعصية عن ان ندخل الى كل عمل باسم الله.. فعلمنا أن نقول: } بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَـانِ الرَّحِيمِ { لكي نعرف أن الباب مفتوح للاستعانة بالله. وأن
المعصية لا تمنعنا من الاستعانة في كل عمل باسم الله.. لأنه رحمن رحيم، فيكون الله
قد أزال وحشتك من المعصية في الاستعانة به سبحانه وتعالى.

ولكن الرحمن
الرحيم في الفاتحة مقترنة برب العالمين، الذي أوجدك من عدم.. وأمدك بنعم لا تعد ولا
تحصى. انت تحمده على هذه النعم التي أخذتها برحمة الله سبحانه وتعالى في ربوبيته،
ذلك أن الربوبية ليس فيها من القسوة بقدر ما فيها من رحمة.
والله سبحانه وتعالى
رب للمؤمن والكافر، فهو الذي استدعاهم جميعا الى الوجود. ولذلك فإنه يعطيهم من
النعم برحمته.. وليس بما يستحقون.. فالشمس تشرق على المؤمن والكافر.. ولا تحجب
أشعتها عن الكافر وتعطيها للمؤمن فقط، والمطر ينزل على من يعبدون الله. ومن يعبدون
أوثانا من دون الله. والهواء يتنفسه من قال لا إله إلا الله ومن لم يقلها.
وكل
النعم التي هي من عطاء الربوبية لله هي في الدنيا لخلقه جميعا، وهذه رحمة.. فالله
رب الجميع من أطاعه ومن عصاه. وهذه رحمة، والله قابل للتوبة، وهذه رحمة..
إذن
ففي الفاتحة تأتي } الرَّحْمَـانِ الرَّحِيمِ { بمعنى رحمة الله في ربوبيته لخلقه،
فهو يمهل العاصي ويفتح ابواب التوبة لكل من يلجأ اليه.
وقد جعل الله رحمته تسبق
غضبه. وهذه رحمة تستوجب الشكر. فمعنى } الرَّحْمَـانِ الرَّحِيمِ { في البسملة
يختلف عنها في الفاتحة. فإذا انتقلنا بعد ذلك الي قوله تعالى:
} الْحَمْدُ
للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { فالله محمود لذاته ومحمود لصفاته، ومحمود لنعمه،
ومحمود لرحمته، ومحمود لمنهجه، ومحمود لقضائه، الله محمود قبل ان يخلق من يحمده.
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل الشكر له في كلمتين اثنتين هما الحمد
لله.
والعجيب أنك حين تشكر بشرا على جميل فعله تظل ساعات وساعات.. تعد كلمات
الشكر والثناء، وتحذف وتضيف وتأخذ رأي الناس. حتى تصل الى قصيدة أو خطاب ملئ
بالثناء والشكر. ولكن الله سبحانه وتعالى جلت قدرته وعظمته نعمه لا تعد ولا تحصى،
علمنا أن نشكره في كلمتين اثنتين هما: الحمد لله..
ولعلنا نفهم ان المبالغة في
الشكر للبشر مكروهة لأنها تصيب الانسان بالغرور والنفاق وتزيد العاصي في معاصيه..
فلنقلل من الشكر والثناء للبشر.. لأننا نشكر الله لعظيم نعمه علينا بكلمتين هما:
الحمد لله، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه علمنا صيغة الحمد. فلو أنه تركها دون
أن يحددها بكلمتين.. لكان من الصعب على البشر أن يجدوا الصيغة المناسبة ليحمدوا
الله على هذا الكمال الالهي.. فمهما أوتي الناس من بلاغة وقدرة على التعبير. فهم
عاجزون على أن يصلوا الى صيغة الحمد التي تليق بجلال المنعم.. فكيف نحمد الله
والعقل عاجز أن يدرك قدرته أو يحصي نعمه أو يحيط برحمته؟ ورسول الله صلى الله عليه
وسلم أعطانا صورة العجز البشري عن حمد كمال الالوهية لله، فقال: " لا أحصي ثناء
عليك أنت كما أثنيت على نفسك ".


وكلمتا الحمد لله، ساوى الله بهما بين
البشر جميعا، فلو أنه ترك الحمد بلا تحديد، لتفاوتت درجات الحمد بين الناس بتفاوت
قدراتهم على التعبير. فهذا أمي لا يقرأ ولا يكتب لا يستطيع أن يجد الكلمات التي
يحمد بها الله. وهذا عالم له قدرة على التعبير يستطيع ان يأتي بصيغة الحمد بما أوتي
من علم وبلاغة. وهكذا تتفاوت درجات البشر في الحمد.. طبقا لقدرتهم في منازل
الدنيا.
ولكن الحق تبارك وتعالى شاء عدله أن يسوي بين عباده جميعا في صيغة الحمد
له.. فيعلمنا في أول كلماته في القرآن الكريم.. أن نقول } الْحَمْدُ للَّهِ { ليعطي
الفرصة المتساوية لكل عبيده بحيث يستوي المتعلم وغير المتعلم في عطاء الحمد ومن
أوتي البلاغة ومن لا يحسن الكلام.
ولذلك فإننا نحمد الله سبحانه وتعالى على أنه
علمنا كيف نحمده وليظل العبد دائما حامدا. ويظل الله دائما محمودا.. فالله سبحانه
وتعالى قبل أن يخلقنا خلق لنا موجبات الحمد من النعم، فخلق لنا السماوات والارض
وأوجد لنا الماء والهواء. ووضع في الأرض أقواتها الى يوم القيامة.. وهذه نعمة يستحق
الحمد عليها لأنه جل جلاله جعل النعمة تسبق الوجود الانساني، فعندما خلق الانسان
كانت النعمة موجودة تستقبله. بل ان الله جل جلاله قبل أن يخلق آدم أبا البشر جميعا
سبقته الجنة التي عاش فيها لا يتعب ولا يشقى. فقد خلق فوجد ما يأكله وما يشربه وما
يقيم حياته وما يتمتع به موجودا وجاهزا ومعدا قبل الخلق.. وحينما نزل آدم وحواء الى
الأرض كانت النعمة قد سبقتهما. فوجدا ما يأكلانه وما يشربانه، وما يقيم حياتهما..
ولو أن النعمة لم تسبق الوجود الانساني وخلقت بعده لهلك الانسان وهو ينتظر مجيء
النعمة.
بل ان العطاء الالهي للانسان يعطيه النعمة بمجرد أن يخلق في رحم أمه
فيجد رحما مستعدا لاستقباله وغذاء يكفيه طول مدة الحمل. فاذا خرج الى الدنيا يضع
الله في صدر أمه لبنا ينزل وقت أن يجوع ويمتنع وقت أن يشبع. وينتهي تماما عندما
تتوقف فترة الرضاعة. ويجد أبا وأما يوفران له مقومات حياته حتى يستطيع أن يعول
نفسه.. وكل هذا يحدث قبل ان يصل الانسان إلى مرحلة التكليف وقبل أن يستطيع ان ينطق:
} الْحَمْدُ للَّهِ {.
وهكذا نرى أن النعمة تسبق الْمُنْعَمَ عليه دائما..
فالانسانَ حيث يقول " الحمد لله " فلأن موجبات الحمد ـ وهي النعمة ـ موجودة في
الكون قبل الوجود الانساني.
والله سبحانه وتعالى خلق لنا في هذا الكون أشياء
تعطي الانسان بغير قدرة منه ودون خضوع له، والانسان عاجز عن أن يقدم لنفسه هذه
النعم التي يقدمها الحق تبارك وتعالى له بلا جهد.

فالشمس تعطي الدفء والحياة
للارض بلا مقابل وبلا فعل من البشر، والمطر ينزل من السماء دون ان يكون لك جهد فيه
أو قدرة على إنزاله. والهواء موجود حولك في كل مكان تتنفس منه دون جهد منك ولا
قدرة. والأرض تعطيك الثمر بمجرد أن تبذر فيها الحب وتسقيه.. فالزرع ينبت بقدرة
الله.. والليل والنهار يتعاقبان حتى تستطيع أن تنام لترتاح، وأن تسعى لحياتك.. لا
أنت أتيت بضوء النهار، ولا أنت الذي صنعت ظلمة الليل، ولكنك تأخذ الراحة في الليل
والعمل في النهار بقدرة الله دون أن تفعل شيئا.
كل هذه الاشياء لم يخلقها
الانسان، ولكنه خلق ليجدها في الكون تعطيه بلا مقابل ولا جهد منه. ألا تستحق أن
نقول الحمد لله على نعمة تسخير الكون لخدمة الانسان؟ إنها تقتضي وجوب
الحمد.
وآيات الله سبحانه وتعالى في كونه تستوجب الحمد.. فالحياة التي وهبها
الله لنا، والآيات التي أودعها في كونه لتدلنا على أن لهذا الكون خالقاً عظيماً.
فالكون بشمسه وقمره ونجومه وأرضه وكل ما فيه مما يفوق قدرة الانسان.. ولا يستطيع
أحد أن يدعيه لنفسه. فلا أحد مهما بلغ علمه يستطيع أن يدعي أنه خلق الشمس أو أوجد
النجوم أو وضع الأرض أو وضع قوانين الكون أو أعطى غلافها الجوي.. أو خلق نفسه أو
خلق غيره.
هذه الآيات كلها أعطتنا الدليل على وجود قوة عظمى، وهي التي أوجدت وهي
التي خلقت.. وهذه الآيات ليست ساكنة، لتجعلنا في سكونها ننساها، بل هي متحركة
لتلفتنا الي خالق هذا الكون العظيم.
فالشمس تشرق في الصباح فتذكرنا باعجاز
الخلق، وتغيب في المساء لتذكرنا بعظمة الخالق.. وتعاقب الليل والنهار يحدث أمامنا
كل يوم علمنا نلتفت ونفيق.. والمطر ينزل من السماء ليذكرنا بألوهية من أنزله..
والزرع يخرج من الأرض يسقي بماء واحد. ومع ذلك فإن كل نوع له لون وله شكل وله مذاق
وله رائحة، وله تكوين يختلف عن الآخر، ويأتي الحصاد فيختفي الثمر والزرع.. ويأتي
موسم الزراعة فيعود من جديد.
كل شيء في هذا الكون متحرك ليذكرنا اذا نسينا،
ويعلمنا أن هناك خالقاً عظيماً.
ونستطيع أن نمضي في ذلك بلا نهاية فنعم الله لا
تعد ولا تحصى.. وكل واحدة منها تدلنا على وجود الحق سبحانه وتعالى، وتعطينا الدليل
الايماني على ان لهذا الكون خالقاً مبدعاً.. وانه لا أحد يستطيع أن يدعي أنه خلق
الكون أو خلق ما فيه.. فالقضية محسومة لله.. و } الْحَمْدُ للَّهِ { لأنه وضع في
نفوسنا الإيمان الفطري ثم أيده بإيمان عقلي بآياته في كونه.
بل إن كل شيء في هذا
الكون يقتضي الحمد، ومع ذلك فإن الانسان يمتدح الوجود وينسى الموجود!! فأنت حين ترى
زهرة جميلة مثلا أو زهرة غاية في الإبداع.

. أو أي خلق من خلق الله يشيع في
نفسك الجمال تمتدح هذا الخلق.. فتقول: ما أجمل هذه الزهرة أو هذه الجوهرة أو هذا
المخلوق.. ولكن المخلوق الذي امتدحته، لم يعط صفة الجمال لنفسه.. فالزهرة لا دخل
لها أن تكون جميلة أو غير جميلة، والجوهرة لا دخل لها في عظمة خلقها.. وكل شيء في
هذا الكون لم يضع الجمال لنفسه وانما الذي وضع الجمال فيه هو الله سبحانه وتعالى،
فلا نخلط ونمدح المخلوق وننسى الخالق.. بل قل: الحمد لله الذي أوجد في الكون ما
يذكرنا بعظمة الخالق ودقة الخلق.
ومنهج الله سبحانه وتعالى يقتضي منا الحمد، لان
الله أنزل منهجه ليرينا طريق الخير ويبعدنا عن طريق الشر.
فمنهج الله الذي أنزله
على رسله قد عرفنا ان الله تبارك وتعالى هو الذي خلق لنا هذا الكون وخلقنا.. فدقة
الخلق وعظمته تدلنا على أن هناك خالقاً عظيماً.. ولكنها لا تستطيع أن تقول لنا من
هو، ولا ماذا يريد منا. ولذلك أرسل الله رسله، ليقولوا لنا إن الذي خلق هذا الكون
وخلقنا هو الله تبارك وتعالى وهذا يستوجب الحمد.
ومنهج الله بين لنا ماذا يريد
الحق منا، وكيف نعبده.. وهذا يستوجب الحمد. ومنهج الله جل جلاله أعطانا الطريق وشرع
لنا اسلوب حياتنا تشريعاً حقاً.. فالله تبارك وتعالى لا يفرق بين أحد منا.. ولا
يفضل أحداً على احد إلا بالتقوى، فكلنا خلق متساوون أمام الله جل جلاله..
إذن:
فشريعة الحق، وقول الحق، وقضاء الحق، هو من الله، أما تشريعات الناس فلها هوى، تميز
بعضا عن بعض.. وتأخذ حقوق بعض لتعطيها للآخرين، لذلك نجد في كل منهج بشرى ظلما
بشريا.
فالدول الشيوعية أعضاء اللجنة المركزية فيها هم أصحاب النعمة والترف.
بينما الشعب كله في شقاء.. لأن هؤلاء الذي شرعوا اتبعوا هواهم. ووضعوا مصالحهم فوق
كل مصلحة.. وكذلك في الدول الرأسمالية. أصحاب رأس المال يأخذون كل الخير. ولكن الله
سبحانه وتعالى حين نزل لنا المنهج قضى بالعدل بين الناس.. وأعطى كل ذي حق حقه.
وعلمنا كيف تستقيم الحياة على الأرض عندما تكون بعيدة عن الهوى البشري خاضعة لعدل
الله، وهذا يوجب الحمد.
والحق سبحانه وتعالى، يستحق منا الحمد لأنه لا يأخذ منا
ولكنه يعطينا. فالبشر في كل عصر يحاولون استغلال البشر.. لأنهم يطمعون لما في
ايديهم من ثروات وأموال، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج الى ما في أيدينا، إنه
يعطينا ولا يأخذ منا، عنده خزائن كل شيء مصداقا لقوله جل جلاله:{ وَإِن مِّن شَيْءٍ
إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ
}[الحجر: 21] فالله سبحانه وتعالى دائم العطاء لخلقه، والخلق يأخذون دائما من نعم
الله، فكأن العبودية لله تعطيك ولا تأخذ منك وهذا يستوجب الحمد.

.
والله
سبحانه وتعالى في عطائه يجب أن يطلب منه الانسان، وأن يدعوه وان يستعين به، وهذا
يتوجب الحمد لأنه يقينا الذل في الدنيا. فأنت إن طلبت شيئا من صاحب نفوذ، فلابد ان
يحدد لك موعدا أو وقت الحديث ومدة المقابلة، وقد يضيق بك فيقف لينهي اللقاء.. ولكن
الله سبحانه وتعالى بابه مفتوح دائما.. فأنت بين يديه عندما تريد، وترفع يديك الى
السماء وتدعو وقتما تحب، وتسأل الله ما تشاء، فيعطيك ما تريده إن كان خيرا لك..
ويمنع عنك ما تريده ان كان شرا لك.
والله سبحانه وتعالى يطلب منك ان تدعوه وان
تسأله فيقول:{ وَقَالَ رَبُّكُـمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }[غافر: 60]
ويقول سبحانه وتعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ
دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[البقرة: 186] والله سبحانه وتعالى يعرف ما في نفسك،
ولذلك فإنه يعطيك دون أن تسأل. واقرأ الحديث القدسي:
يقول رب العزة:
" من
شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
والله سبحانه وتعالى
عطاؤه لا ينفد، وخزائنه لا تفرغ، فكلما سألته جل جلاله كان لديه المزيد، ومهما
سألته فإنه لا شيء عزيز على الله سبحانه وتعالى، إذا أراد أن يحققه لك..
واقرأ
قول الشاعر:حسب نفسي عزا بأنني عبد يحتفي بي بلا مـواعيد ربهو في قدسه الاعز ولكن
أنا ألقى متى وأين أحبإذن: عطاء الله سبحانه وتعالى يستوجب الحمد.. ومنعه العطاء
يستوجب الحمد.
ووجود الله سبحانه وتعالى الواجب الوجود يستوجب الحمد.. فالله
يستحق الحمد لذاته، ولولا عدل الله لبغى الناس في الارض وظلموا، ولكن يد الله تبارك
وتعالى حين تبطش بالظالم تجعله عبرة.. فيخاف الناس الظلم.. وكل من أفلت من عقاب
الدنيا على معاصيه وظلمه واستبداده سيلقى الله في الاخرة ليوفيه حسابه.. وهذا يوجب
الحمد.. أن يعرف المظلوم أنه سينال جزاءه فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه ان هناك يوما سيرى
فيه ظالمه وهو يعذب في النار.. فلا تصيبه الحسرة، ويخف احساسه بمرارة الظلم حين
يعرف ان الله قائم على كونه لن يفلت من عدله أحد.
وعندما نقول: } الْحَمْدُ
للَّهِ { فنحن نعبر عن انفعالات متعددة.. وهي في مجموعها تحمل العبودية والحب
والثناء والشكر والعرفان.. وكثير من الانفعالات التي تملأ النفس عندما تقول: "
الحمد لله " كلها تحمل الثناء العاجز عن الشكر لكمال الله وعطائه.. هذه الانفعالات
تأتي من النفس وتستقر في القلب.. ثم تفيض من الجوارح على الكون
كله.

.
فالحمد ليس ألفاظا تردد باللسان، ولكنها تمر أولا على العقل ليعي
معنى النعم.. ثم بعد ذلك تستقر في القلب فينفعل بها.. وتنتقل الي الجوارح فأقوم
واصلي لله شاكرا ويهتز جسدي كله، وتفيض الدمعة من عيني.. وينتقل هذا الانفعال كله
الي من حولي.
ونفسر ذلك قليلا.. هب انني في أزمة أو كرب أو شيء سيؤدي الي
فضيحة.. وجاءني من يفرج كربي فيعطيني مالا أو يفتح لي طريقا.. أول شيء انني سأعقل
هذا الجميل فأقول انه يستحق الشكر.. ثم ينزل هذا المعنى الي قلبي فيهتز القلب الي
صانع هذا الجميل.. ثم تنفعل جوارحي لأترجم هذه العاطفة إلي عمل يرضيه على جميل
صنعه. ثم أحدث الناس عن جميله وكرمه فيسارعون إلي الالتجاء اليه.. فتتسع دائرة
الحمد وتنزل النعم على الناس.. فيمرون بنفس ما حدث لي فتتسع دائرة الشكر
والحمد..
والحمد لله تعطينا المزيد من نعم الله مصداقا لقوله تبارك وتعالى:{
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ
إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }[إبراهيم: 7] وهكذا نعرف ان الشكر على النعمة يعطينا
مزيدا من النعمة.. فنشكر عليها فتعطينا المزيد وهكذا يظل الحمد دائماً والنعمة
دائمة.. اننا لو استعرضنا حياتنا كلها فكل حركة فيها تقتضي الحمد، عندما ننام ويأخذ
الله سبحانه وتعالى أرواحنا، ثم يردها الينا عندما نستيقظ، فإن هذا يوجب الحمد،
فالله سبحانه وتعالى يقول:{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىا عَلَيْهَا
الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَىا إِلَىا أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الزمر: 42] وهكذا فإن مجرد استيقاظنا من النوم، وان
الله سبحانه وتعالى رد علينا أرواحنا، وهذا الرد يستوجب الحمد، فإذا قمنا من السرير
فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعطينا القدرة على الحركة، ولولا عطاؤه ما استطعنا ان
نقوم.. وهذا يستوجب الحمد.. فإذا تناولنا افطارنا فالله هيأ لنا طعاما من فضله، فهو
الذي خلقه، وهو الذي انبته، وهو الذي زرقنا به، وهذا يستوجب الحمد..
فإذا نزلنا
الى الطريق يسر الله لنا ما ينقلنا الى مقر اعمالنا وسخره لنا، سواء كنا نملك سيارة
او نستخدم وسائل المواصلات، فله الحمد، واذا تحدثنا مع الناس فالله سبحانه وتعالى
هو الذي اعطى السنتنا القدرة على النطق ولو شاء لجعلها خرساء لا تنطق.. وهذا يستوجب
الحمد، فإذا ذهبنا الى أعمالنا، فالله يسر لنا عملا نرتزق منه لنأكل حلالا.. وهذا
يستوجب الحمد..
واذا عدنا الى بيوتنا فالله سخر لنا زوجاتنا ورزقنا بأولادنا
وهذا يستوجب الحمد.
اذن فكل حركة حياة في الدنيا من الانسان تستوجب الحمد..
ولهذا لابد ان يكون الانسان حامدا دائما.. بل ان الانسان يجب ان يحمد الله على اي
مكروه أصابه؛ لأنه قد يكون الشيء الذي يعتبره شرا هو عينه الخير.

فالله
تعالى يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ
النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ
آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىا أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }[النساء: 19] اذن فأنت تحمد الله لأن
قضاءه خير.. سواء أحببت القضاء أو كرهته فإنه خير لك.. لأنك لا تعلم والله سبحانه
وتعالى يعلم.
وهكذا من موجبات الحمد أن تقول الحمد لله على كل ما يحدث لك في
دنياك. فأنت بذلك ترد الامر الى الله الذي خلقك.. فهو أعلم بما هو خير لك.
فاتحة
الكتاب تبدأ بالحمد لله رب العالمين.. لماذا قال الله سبحانه وتعالى رب العالمين؟
نقول إن } الْحَمْدُ للَّهِ { تعني حمد الألوهية. فكلمة الله تعني المعبود بحق..
فالعبادة تكليف والتكليف يأتي من الله لعبيده.. فكأن الحمد اولا لله.. ثم يقتضي بعد
ذلك أن يكون الحمد لربوبية الله على ايجادنا من عدم وامدادنا من عدم.. لأن المتفضل
بالنعم قد يكون محمودا عند كل الناس.. لكن التكليف يكون شاقا على بعض الناس.. ولو
علم الناس قيمة التكليف في الحياة.. لحمدوا الله أن كلفهم بافعل ولا تفعل.. لأنه
ضمن عدم تصادم حركة حياتهم.. فتمضي حركة الحياة متساندة منسجمة. اذن فالنعمة الاولى
هي أن المعبود ابلغنا منهج عبادته، والنعمة الثانية أنه رب العالمين.
في الحياة
الدنيا هناك المطيع والعاصي، والمؤمن وغير المؤمن.. والذين يدخلون في عطاء الالوهية
هم المؤمنون.. أما عطاء الربوبية فيشمل الجميع.. ونحن نحمد الله على عطاء ألوهيته،
ونحمد الله على عطاء ربوبيته، لأنه الذي خلق، ولأنه رب العالمين.. الكون كله لا
يخرج عن حكمه.. فليطمئن الناس في الدنيا ان النعم مستمرة لهم بعطاء ربوبيه.. فلا
الشمس تستطيع أن تغيب وتقول لن أشرق ولا النجوم تستطيع أن تصطدم بعضها ببعض في
الكون، ولا الأرض تستطيع أن تمنع إنبات الزرع.. ولا الغلاف الجوي يستطيع أن يبتعد
عن الأرض فيختنق الناس جميعا..
اذن فالله سبحانه وتعالى يريد ان يطمئن عباده انه
رب لكل ما في الكون فلا تستطيع اى قوى تخدم الانسان ان تمتنع عن خدمته.. لأن الله
سبحانه وتعالى مسيطر على كونه وعلى كل ما خلق.. انه رب العالمين وهذه توجب الحمد..
ان يهيئ الله سبحانه وتعالى للانسان ما يخدمه، بل جعله سيدا في كونه.. ولذلك فإن
الانسان المؤمن لا يخاف الغد.. وكيف يخافه والله رب العالمين. اذا لم يكن عنده طعام
فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين.

. واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن
الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين.. واذا اصابته نعمة ذكر
الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه.
فالحق سبحانه وتعالى يحمد
على انه رب العالمين.. لا شيء في كونه يخرج عن مراده الفعلي.. اما عطاء الالوهية
فجزاؤه في الاخرة.. فالدنيا دار اختبار للايمان، والاخرة دار الجزاء.. ومن الناس من
لا يعبد الله.. هؤلاء متساوون في عطاء الربوبية مع المؤمنين في الدنيا.. ولكن في
الآخرة يكون عطاء الالوهية للمؤمنين وحدهم.. فنعم الله لأصحاب الجنة، وعطاءات الله
لمن آمن.. واقرأ قوله تبارك وتعالى.{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي
أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ
آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }[الأعراف: 32] على ان الحمد لله ليس في
الدنيا فقط.. بل هو في الدنيا والاخرة.. الله محمود دائما.. في الدنيا بعطاء
ربوبيته لكل خلقه.. وعطاء الوهيته لمن آمن به وفي الاخرة بعطائه للمؤمنين من
عباده.. واقرأ قوله جل جلاله:{ وَقَـالُواْ الْحَـمْدُ للَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا
وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ
فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }[الزمر: 74] وقوله تعالى:{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ
الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[يونس: 10] فاذا انتقلنا الى قوله تعالى: }
الرَّحْمَـانِ الرَّحِيمِ { فمن موجبات الحمد أن الله سبحانه وتعالى رحمن رحيم..
يعطي نعمه في الدنيا لكل عباده عطاء ربوبية، وعطاء الربوبية للمؤمن والكافر.. وعطاء
الربوبية لا ينقطع الا عندما يموت الانسان..
والله لا يحجب نعمه عن عبيده في
الدنيا.. ونعم الله لا تعد ولا تحصى ومع كل التقدم في الآلات الحاسبة والعقول
الالكترونية وغير ذلك فإننا لم نجد أحدا يتقدم ويقول انا سأحصي نعم الله.. لأن
موجبات الاحصاء ان تكون قادرا عليه.. فانت لا تقبل على عد شيء الا اذا كان في قدرتك
ان تحصيه.. ولكن مادام ذلك خارج قدرتك وطاقاتك فانك لا تقبل عليه.. ولذلك لن يقبل
احد حتى يوم القيامة على احصاء نعم الله تبارك وتعالى لان احدا لا يمكن ان
يحصيها.
ولابد ان نلتفت الى ان الكون كله يضيق بالانسان، وان العالم المقهور
الذي يخدمنا بحكم القهر والتسخير يضيق حين يرى العاصين.. لان المقهور مستقيم على
منهج الله قهرا.. فحين يرى كل مقهور الانسان الذي هو خدمته عاصيا يضيق.
واقرأ
الحديث القدسي لتعرف شيئا عن رحمة الله بعباده.. يقول الله عز وجل: " ما من يوم
تطلع شمسه إلا وتنادي السماء تقول يا رب إئذن لي أن أسقط كسفا على ابن آدم؛ فقد طعم
خيرك ومنع شكرك وتقول البحار يا رب إئذن لي أن أغرق ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع
شكرك. وتقول الجبال يا رب إئذن لي أن أطبق على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك.
فيقول الله تعالى: دعوهم دعوهم لو خلقتموهم لرحمتوهم إنهم عبادي فإن تابوا إلي فأنا
حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم "

رواه الإِمام أحمد بن حنبل في مسنده
".
تلك تجليات صفة الرحمن وصفة الرحيم.. وكيف ضمنت لنا بقاء كل ما يخدمنا في هذا
الكون مع معصية الانسان.. انها كلها تخدمنا بعطاء الربوبية وتبقى في خدمتنا بتسخير
الله لها لانه رحمن رحيم..
بعض الناس قد يتساءل هل تتكلم الارض والسماء وغيرها
من المخلوقات في عالم الجماد والنبات والحيوان؟ نقول نعم ان لها لغة لا نعرفها نحن
وانما يعرفها خالقها.. بدليل انه منذ الخلق الاول ابلغنا الحق تبارك وتعالى ان هناك
لغة لكل هذه المخلوقات.. واقرأ قوله جل جلاله:{ ثُمَّ اسْتَوَىا إِلَى السَّمَآءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ
أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }[فصلت: 11] إذن فالأرض والسماء فهمت كلتاهما عن الله.. وقالت
له سبحانه وتعالى } أَتَيْنَا طَآئِعِينَ { ألم يُعَلَمْ الله سليمان منطق الطير
ولغة النمل؟ ألم تسبح الجبال مع داود؟ إذن كل خلق الله له ادراكات مناسبة له.. بل
له عواطف.. فعندما تكلم الله سبحانه وتعالى عن قوم فرعون.. قال:{ كَمْ تَرَكُواْ
مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُواْ
فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ }[الدخان: 25-29] اذن
فالسماوات والارض لهما انفعال.. انفعال يصل الى مرحلة البكاء.. فهما لم تبكيا على
فرعون وقومه.. ولكنهما تبكيان حزنا عندما يفارقهما الانسان المؤمن المصلي المطبق
لمنهج الله.. ولقد قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: (إذا مات المؤمن بكى عليه
موضعان موضع في الارض وموضع في السماء.. اما الموضع في الارض فهو مكان مصلاه الذي
اسعده وهو يصلي فيه. واما الموضع في السماء فهو مصعد عمله
الطيب).

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

[right][b][font=Arial]
اذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد.. فإن { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
تستحق الحمد الكبير.. لأنه لو لم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً.
دون أن يجازى على ما فعل.. ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع
دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا.. ولكن لأن الله تبارك وتعالى هو {
مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }.. أعطى الاتزان للوجود كله.. هذه الملكية ليوم الدين هي
التي حمت الضعيف والمظلوم وأبقت الحق في كون الله.. إن الذي منع الدنيا أن تتحول
إلي غابة يفتك فيها القوي بالضعيف والظالم بالمظلوم هو أن هناك آخرة وحسابا، وأن
الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسب خلقه.
والإِنسان المستقيم استقامته تنفع
غيره؛ لأنه يخشى الله ويعطي كل ذي حق حقه ويعفو ويسامح.. إذن كل من حوله قد استفاد
من خلقه الكريم ومن وقوفه مع الحق والعدل
أما الأنسان العاصي فيشقى به المجتمع
لأنه لا احد يسلم من شره ولا احد الا يصيبه ظلمه.. ولذلك فإن { مَـالِكِ يَوْمِ
الدِّينِ } هي الميزان.. تعرف أنت ان الذي يفسد في الأرض تنتظره الآخره.. لن يفلت
مهما كانت قوته ونفوذه، فتطمئن اطمئنانا كاملاً إلي أن عدل الله سينال كل
ظالم.
على أن { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } لها قراءتان.. { مَـالِكِ يَوْمِ
الدِّينِ }.. وملك يوم الدين. والقراءتان صحيحتان.. والله تبارك وتعالى وصف نفسه في
القرآن الكريم بأنه: { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }.. ومالك الشيء هو المتصرف فيه
وحده.. ليس هناك دخل لأي فرد آخر.. أنا أملك عباءتي.. وأملك متاعي، وأملك منزلي،
وانا المتصرف في هذا كله أحكم فيه بما أراه..
فمالك يوم الدين.. معناها أن الله
سبحانه وتعالى سيصرف أمور العباد في ذلك اليوم بدون أسباب.. وأن كل شيء سيأتي من
الله مباشرة.. دون ان يستطيع أحد أن يتدخل ولو ظاهراً..
ففي الدنيا يعطى الله
الملك ظاهرا لبعض الناس.. ولكن في يوم القيامة ليس هناك ظاهر.. فالامر مباشر من
الله سبحانه وتعالى.. ولذلك يقول الله في وصف يوم الدين:{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ
بِالدِّينِ }[الانفطار: 9] فكأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في الدنيا لتمضي
بها الحياة.. ولكن في الآخرة لا توجد أسباب. الملك في ظاهر الدنيا من الله يهبه لمن
يشاء.. واقرأ قوله تعالى:{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ
مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ
مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىا كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[آل عمران:
26] ولعل قوله تعالى: " تنزع " تلفتنا إلى أن أحدا في الدنيا لا يريد ان يترك
الملك.

. ولكن الملك يجب ان ينتزع منه انتزاعا بالرغم عن ارادته.. والله هو
الذي ينزع الملك ممن يشاء..
وهنا نتساءل هل الملك في الدنيا والآخرة ليس لله؟..
نقول الأمر في كل وقت لله.. ولكن الله تبارك وتعالى استخلف بعض خلقه أو مكنهم من
الملك في الأرض.. ولذلك نجد في القرآن الكريم قوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ
بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ }[البقرة: 258] والذي حاج ابراهيم في ربه كافر منكر للألوهية.. ومع
ذلك فإنه لم يأخذ الملك بذاته.. بل الله جل جلاله هو الذي اتاه الملك.. اذن الله
تبارك وتعالى هو الذي استخلف بعض خلقه ومكنهم من ملك الارض ظاهريا.. ومعنى ذلك انه
ملك ظاهر للناس فقط.. أن بشرا أصبح ملكا.. ولكن الملك ليس نابعا من ذات من يملك..
ولكنه نابع من أمر الله.. ولو كان نابعا من ذاتية من يملك لبقى له ولم ينزع منه..
والملك الظاهر يمتحن فيه العباد، فيحاسبهم الله يوم القيامة.. كيف تصرفوا؟ وماذا
فعلوا؟.. ويمتحن فيه الناس هل سكتوا على الحاكم الظالم؟.. وهل استحبوا المعصية؟ أم
أنهم وقفوا مع الحق ضد الظلم؟.. والله سبحانه وتعالى لا يمتحن الناس ليعلم المصلح
من المفسد.. ولكنه يمتحنهم ليكونوا شهداء على أنفسهم.. حتى لا يأتي واحد منهم يوم
القيامة ويقول: يا رب لو أنك أعطيتني الملك لا تبعت طريق الحق وطبقت منهجك.
وهنا
يأتي سؤال.. اذا كان الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء فلماذا الامتحان؟.. نقول اننا
اذا أردنا ان نضرب مثلا يقرب ذلك الي الأذهان.. ولله المثل الاعلى.. نجد ان
الجامعات في كل انحاء الدنيا تقيم الامتحانات لطلابها.. فهل اساتذة الجامعة الذي
علموا هؤلاء الطلاب يجهلون ما يعرفه الطالب ويريدون ان يحصلوا منه على العلم؟..
طبعا لا.. ولكن ذلك يحدث حتى اذا رسب الطالب في الامتحان.. وجاء يجادل واجهوه
بإجابته فيسكت.. ولو لم يعقد الامتحان لادعي كل طالب انه يستحق مرتبة الشرف.
اذا
قال الحق تبارك وتعالى: } مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {.. أي الذي يملك هذا اليوم
وحده يتصرف فيه كما يشاء.. واذا قيل: } مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {.. فتصرفه أعلى
على المالك لأن المالك لا يتصرف إلاّ في ملكه.. ولكن الملك يتصرف في ملكه وملك
غيره.

. فيستطيع أن يصدر قوانين بمصادرة أو تأميم ما يملكه غيره.
الذين
قالوا: } مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ { اثبتوا لله سبحانه وتعالى انه مالك هذا اليوم
يتصرف فيه كما يشاء دون تدخل من احد ولو ظاهرا: والذين يقرأون ملك.. يقولون ان الله
سبحانه وتعالى في ذلك اليوم يقضي في امر خلقه حتى الذين مَلَّكَهُم في الدنيا
ظاهرا.. ونحن نقول عندما يأتي يوم القيامة لا مالك ولا ملك الا الله.
الله تبارك
وتعالى يريد ان يطمئن عباده.. انهم اذا كانوا قد ابتلوا بمالك او ملك يطغى عليهم
فيوم القيامة لا مالك ولا ملك الا الله جل جلاله.. عندما تقول مالك او ملك يوم
الدين.. هناك يوم وهناك الدين.. اليوم عندنا من شروق الشمس الي شروق الشمس.. هذا ما
نسيمه فكليا يوما.. واليوم في معناه ظرف زمان تقع فيه الاحداث.. والمفسرون يقولون:
} مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ { اي مالك أمور الدين لأن ظرف الزمان لا يملك.. نقول ان
هذا بمقاييس ملكية البشر، فنحن لا نملك الزمن.. الماضي لا نستطيع ان نعيده،
والمستقبل لا نستطيع ان نأتي به.. ولكن الله تبارك وتعالى هو خالق الزمان.. والله
جل جلاله لا يحده زمان ولا مكان.. كذلك قوله تعالى: " مالك يوم الدين " لا يحده
زمان ولا مكان.. واقرأ قوله سبحانه:{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن
يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا
تَعُدُّونَ }[الحج: 47] وقوله تعالى:{ تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ
فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }[المعارج: 4] واذا تأملنا
هاتين الايتين نعرف معنى اليوم عند الله تبارك وتعالى.. ذلك ان الله جل جلاله هو
خالق الزمن.. ولذلك فانه يستطيع ان يخلق يوما مقداره ساعة.. ويوما كأيام الدنيا
مقداره أربع وعشرون ساعة.. ويوما مقداره ألف سنة.. ويوما مقداره خمسون الف سنة
ويوما مقداره مليون سنة.. فذلك خاضع لمشيئة الله.
ويوم الدين موجود في علم الله
سبحانه وتعالى. بأحداثه كلها بجنته وناره.. وكل الخلق الذين سيحاسبون فيه.. وعندما
يريد ان يكون ذلك اليوم ويخرج من علمه جل جلاله الي علم خلقه.. سواء كانوا من
الملائكة او من البشر أو الجان يقول: كن.. فالله وحده هو خالق هذا اليوم.. وهو وحده
الذي يحدد كل أبعاده.. واليوم نحن نحدده ظاهرا بانه اربع وعشرون ساعة.. ونحدده بأنه
الليل والنهار.. ولكن الحقيقة أن الليل والنهار موجودان دائما على الارض.. فعندما
تتحرك الارض، كل حركة هي نهاية نهار في منطقة وبداية نهار في منطقة اخرى.. وبداية
ليل في منطقة ونهاية ليل في منطقة اخرى.

. ولذلك في كل لحظة ينتهي يوم ويبدأ
يوم.. وهكذا فإن الكرة الارضية لو أخذتها بنظرة شاملة لا ينتهي عليها نهار أبدا..
ولا ينتهي عنها ليل أبدا.. إذن فاليوم نسبي بالنسبة لكل بقعة في الارض.. ولكنه في
الحقيقة دائم الوجود على كل الكرة الارضية.
والله سبحانه وتعالى يريد أن يطمئن
عباده.. أنهم إذا أصابهم ظلم في الدنيا.. فإن هناك يوم لا ظلم فيه.. وهذا اليوم
الامر فيه لله وحده بدون أسباب.. فكل انسان لو لم يدركه العدل والقصاص في الدنيا
فإن الآخرة تنتظره.. والذي أتبع منهج الله وقيد حركته في الحياة يخبره الله سبحانه
وتعالى ان هناك يوم سيأخذ فيه أجره.. وعظمة الآخرة أنها تعطيك الجنة.. نعيم لا
يفوتك ولا تفوته.
ولقد دخل أحد الأشخاص على رجل من الصالحين.. وقال له: أريد أن
أعرف.. أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟.. فقال له الرجل الصالح.. ان الله
أرحم بعباده، فلم يجعل موازينهم في أيدي أمثالهم.. فميزان كل انسان في يد نفسه..
لماذا؟.. لأنك تستطيع أن تغش الناس ولكنك لا تغش نفسك.. ميزانك في يديك.. تستطيع أن
تعرف أأنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة.
قال الرجل كيف ذلك؟ فرد العبد
الصالح: اذا دخل عليك من يعطيك مالا.. ودخل عليك من يأخذ منك صدقة.. فبأيهما
تفرح؟.. فسكت الرجل.. فقال العبد الصالح: اذا كنت تفرح بمن يعطيك مالا فأنت من اهل
الدنيا.. واذا كنت تفرح بمن يأخذ منك صدقة فأنت من أهل الآخرة.. فإن الانسان يفرح
بمن يقدم له ما يحبه.. فالذي يعطيني مالا يعطيني الدنيا.. والذي يأخذ مني صدقة
يعطيني الآخرة.. فإن كنت من أهل الآخرة.. فافرح بمن يأخذ منك صدقة.. أكثر من فرحك
بمن يعطيك مالا.
ولذلك كان بعض الصالحين اذا دخل عليه من يريد صدقة يقول مرحبا
بمن جاء يحمل حسناتي الي الآخرة بغير أجر.. ويستقبله بالفرحة والترحاب.
قول الحق
سبحانه وتعالى: } مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {.. هي قضية ضخمة من قضايا العقائد..
لأنها تعطينا أن البداية من الله، والنهاية الي الله جل جلاله.. وبما أننا جميعا
سنلقى الله، فلابد أن نعمل لهذا اليوم.. ولذلك فإن المؤمن لا يفعل شيئا في حياته
إلا وفي باله الله.. وأنه سيحاسبه يوم القيامة.. ولكن غير المؤمن يفعل ما يفعل وليس
في باله الله.. وعن هؤلاء يقول الحق سبحانه:{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَالُهُمْ
كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىا إِذَا جَآءَهُ لَمْ
يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ
الْحِسَابِ }

[النور: 39] وهكذا من يفعل شيئا وليس في باله الله.. فسيفاجأ
يوم القيامة بأن الله تبارك وتعالى الذي لم يكن في باله موجود وانه جل جلاله هو
الذي سيحاسبه.
وقوله تعالى: } مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ { هي أساس الدين.. لأن
الذي لا يؤمن بالآخرة يفعل ما يشاء.. فمادام يعتقد انه ليس هناك آخره وليس هناك
حساب.. فمم يخاف؟.. ومن أجل مَنْ يقيد حركته في الحياة..
ان الدين كله بكل
طاعاته وكل منهجه قائم على أن هناك حسابا في الآخرة.. وأن هناك يوما نقف فيه جميعا
أمام الله سبحانه وتعالى.. ليحاسب المخطئ ويثيب الطائع.. هذا هو الحكم في كل
تصرفاتنا الايمانية.. فلو لم يكن هناك يوم نحاسب فيه.. فلماذا نصلي؟.. ولماذا
نصوم؟.. ولماذا نتصدق؟..
ان كل حركة من حركات منهج السماء قائمة على اساس ذلك
اليوم الذي لن يفلت منه أحد.. والذي يجب علينا جميعا أن نستعد له.. ان الله سبحانه
وتعالى سمى هذا اليوم بالنسبة للمؤمنين يوم الفوز العظيم.. والذي يجعلنا نتحمل كل
ما نكره ونجاهد في سبيل الله لنستشهد.. وننفق اموالنا لنعين الفقراء والمساكين.. كل
هذا أساسه أن هناك يوما سنقف فيه بين يدي الله.. والله تبارك وتعالى سماه يوم
الدين.. لأنه اليوم الذي سيحاسب فيه كل انسان على دينه عمل به أم ضيعه.. فمن آمن
واتبع الدين سيكافأ بالخلود في الجنة.. ومن أنكر الدين وأنكر منهج الله سيجازى
بالخلود في النار..
ومن عدل الله سبحانه وتعالى ان هناك يوما للحساب.. لأن بعض
الناس الذين ظلموا وبغوا في الأرض ربما يفلتون من عقاب الدنيا.. هل هؤلاء الذين
أفلتوا في الدنيا من العقاب هل يفلتون من عدل الله؟.. أبدا لم يفلتوا.. بل إنهم
انتقلوا من عقاب محدود الي عقاب خالد.. وافلتوا من العقاب بقدرة البشر في الدنيا..
الى عقاب بقدرة الله تبارك وتعالى في الآخرة.. ولذلك لابد من وجود يوم يعيد
الميزان.. فيعاقب فيه كل من أفسد في الارض وأفلت من العقاب.. بل إن الله سبحانه
وتعالى يجعل انسانا يفلت من عقاب الدنيا.. فلا تعتقد أن هذا خير له بل انه شر له..
لانه أفلت من عقاب محدود إلى عقاب أبدي.
والحمد الكبير لله بأنه } مَـالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ {.. وهو وحده الذي سيقضي بين خلقه. فالله سبحانه وتعالى يعامل خلقه
جميعا معاملة متساوية.. وأساس التقوى هو يوم الدين.
وقبل ان نتكلم عن قول الحق
تبارك وتعالى: } إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {.. لابد أن نتحدث عن
قضية مهمة.

. فهناك نوعان من الرؤية.. الرؤية العينية أي بالعين.. والرؤية
الإيمانية أي بالقلب.. وكلاهما مختلف عن الآخر.. رؤية العين هي أن يكون الشيء أمامك
تراه بعينيك، وهذه ليس فيها قضية ايمان.. فلا تقول أنني أومن أنني أراك أمامي لانك
تراني فعلا.. مادمت تراني فهذا يقين.. ولكن الرؤية الايمانية هي أن تؤمن كأنك ترى
ما هو غيب أمامك.. وتكون هذه الرؤية أكثر يقينا من رؤية العين.. لأنها رؤية إيمان
ورؤية بصيرة.. وهذه قضية مهمة جدا.
" وقد روى عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد
سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس الى النبي صلى الله
عليه وسلم. فأسند ركبتيه الى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه قال: يا محمد أخبرني عن
الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاسلام أن تشهد أن لا اله الا الله.
وأن محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت ان
استطعت اليه سبيلا قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال: فاخبرني عن
الايمان.
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر؛
خيره وشره
قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الاحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه.
فان لم تكن تراه فانه يراك.
قال: فأخبرني عن الساعة
قال: ما المسئول عنها
بأعلم من السائل
قال: فاخبرني عن أماراتها
قال: أن تلد الأمة ربتها. وأن
ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
قال: ثم انطلق فلبثت
مليا.. ثم قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر أتدري من السائل؟
قلت: الله
ورسوله أعلم
قال: فإنه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم "
قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . هو بيان للرؤية
الايمانية في النفس المؤمنة.. فالانسان حينما يؤمن، لابد أن يأخذ كل قضاياه برؤية
ايمانية.. حتى اذا قرأ آية عن الجنة فكأنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (الفاتحة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (مقدمة)
» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)14
» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)30
» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)15
» حلقات تفسير القران الكريم ...للشيخ الشعراوي (البقرة)31

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــــــــــنتدي وائــــــــــــل شـــــــــــــبانــــــة :: مـــكــــــتــــــبة الـــــــقـــــــــران الكـــــريـــــــم-
انتقل الى: